بعض التعليقات في أحكام النون الساكنة و التنوين:
الإخفاء الحقيقي و المعروف بحروفه الخمسة عشر و المجموعة في هذا البيت
صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما
دم طيبا زد في تقى ضع ظالما
ما هو سبب الإخفاء؟
إن سبب الإخفاء هو أن النون الساكنة و التنوين لم يقرب مخرجهما من مخرج
الحروف المذكورة كقربه من مخرج حروف الإدغام فيدغما, ولم يبعد مخرجهما
عن مخرج هذه الأحرف كبعده عن مخرج حروف الإظهار فيظهر فلما عدم القرب
الموجب للإدغام والبعد الموجب للإظهار أعطيا حكما متوسطا بين الإظهار و الإدغام
وهو الإخفاء مع العلم أن لا عمل للسان في الإخفاء لأن النون و التنوين يخرجان من الخيشوم
و الخيشوم هو أعلى الأنف و أقصاه من الداخل.
كيفية التطبيق: هو أن ينطق بالنون الساكنة و التنوين غير مظهرين إظهارا محضا ولا مدغمين
إدغاما محضا بل بحالة متوسطة بين الإظهار و الإدغام عاريين عن التشديد مع بقاء الغنة فيهما.
و الفرق بين الإخفاء و الإدغام:
1/ أن الإخفاء لا تشديد معه مطلقا بخلاف الإدغام ففيه تشديد.
2/ أن إخفاء الحرف يكون عند غيره و أما إدغامه فيكون في غيره.
3/أن الإخفاء يأتي من كلمة ومن كلمتين و أما الإدغام فلا يكون إلا من كلمتين.
وأما مراتب الإخفاء فهي ثلاثة:
1/أعلاها عند الطاء و الدال و التاء لقرب مخرج هذه الحروف فيكون الإخفاء
قريبا من الإدغام.
2/ أدناها عند القاف و الكاف لبعد مخرج النون عن مخرج هذين الحرفين فيكون الإخفاء قريبا
من الإظهار.
3/ أوسطها عند الأحرف العشرة الباقية لعدم قربها منها جدا و لا بعدها عنها جدا فيكون الإخفاء متوسطا
بينهما.